إقرأ كل شيء أو دع كل شيء فالمفاجآت تكمن حتى آخر النفق

 

قصر الحمراء في غرناطة إسبانيا

يقول سبحانه وتعالى في سورة الحج:

فكأين من قرية أهلكناها وهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد (45

 

 

تأملت هذه الأية والبئر المعطلة والقصر المشيد فقادتني مخيلتي الى ساعة بهو السباع بقصر الحمراء بالأندلس الإسلامية

تلك الساعة التي ظل سرها مبهما لقرون طويلة .حيث تحكي الأساطير المحلية بمدينة غرناطة أن أبا عبد الله الصغير لما أراد الرحيل والنزوح إلى المغرب طلب من فرناندو ملك قشتالة أن يبني جدارا على باب من أبواب القصر وهو الباب الذي سيغادر منه غرناطة بلا عودة ليدفن معه سر الساعة للأبد وأنه قبيل تسليم غرناطة أمر أحد أعوانه للنزول إلى غرفة سرية أسفل القصر لتحطيم ألية عمل الساعة 

وقاد حاول الإسبان إصلاح الساعة بمساعدة أحد اليهود المتمكنين من تقنية الساعات إلا أنه لم يفلح وإستطاع فقط إرجاع المياه إلى الصبيب من فم السباع الإثني عشر.

 

ساعة السباع أو ما سمته أسرة بني الأحمر كوارة السباع في  قصر الحمراء هي ساعة ميكانيكية عادية ولربما كانت اول ساعة ميكانيكية اسلامية في التاريخ

تقنية الساعة

الساعة عبارة عن ساعة أفقية مثل ساعة اليد تعمل أفقيا وليس عموديا كساعات المساجد

 

محرك الساعة يعمل كمحرك طاحونة الدقيق بالدفع المائي (عنفة مائية)

 

 

على مؤشر الساعة الذي يدور حول 12ساعة يوجد ما يشبه إبريق كبير ملتصق مركزه بمركز المؤشر .بحيث يصبح الإبريق هو نفسه المؤشر ويدور على 12 ساعة 

 

 

 

صورة تقريبية لإبريق يدور حول نفسه كمؤشر ساعة ويصب الماء في صهريج الى فم الأسد المحدد

 

 

وينهمر الماء من ساقية في حوض الإبريق ويخرج من فم الإبريق دون طفح بسبب الجاذبية ووسع الصبيب المائي

كل ساعة محددة يخرج الماء من فم الإبريق ويصب في صهريج من 12صهريجا تشكل دائرة  محيطة بالإبريق مؤشر الساعة متصلة القناة بتمثال لأسد محدد

 

 

 

 

 

 

وبالتالي عند الساعة الواحدة يكون الإبريق المؤشر في نفس الموقع ويصب في الصهريج واحد ويخرج الماء من فم الأسد الأول وعند إنتهاء الساعة الواحدة ودخول الساعة الثانية يتحول المؤشر الإبريق الى الساعة الثانية ويخرج الماء للصهريج الثاني ليخرج بعدها من فم الأسد الثاني وهكذا دواليك

 ساعة المطرقة أو المكانة في مدينة فاس بالمغرب

  وفي مدينة فاس في المغرب توجد هناك ساعة مائية أخرى تعمل بنفس نظام ساعة قصر الحمراء تقريبا 

 

    غير أنه بدل أن يخرج الصبيب المائي من الإبريق الدوار الى السباع فإنه يصب في إثنا عشر دلوا كل دلو مربوط بسلسلة تدور نصف دورة للأعلى ونصف دروة أخرى للأسفل ينزل كل دلو أو أكثر بثقل الماء ليرفع مطرقة تطرق الجرس لتحديد الساعة 

الدلاء الإثني عشر على شكل درجات تنازلية ليفيض الماء من دلو ويسكب في الذي قبله

مثلا ينزل دلو واحد تطرق المطرقة مرة واحدة تنزل بالتوالي ستة دلاء مثلا نسمع ستة مطارق تطرق بالتوالي ستة مرات لتشير الساعة الى السادسة

ثم يتوقف الصبييب في الساعة السابعة من الصب في الدلاء الستة لترتفع من جديد بفعل  خفض ثقل الماء وتعاود الصب في الدلو السابع لينزل ويطرق ويصب في الدلو السادس لينزل ويطرق ليصب في الدلو الخامس لينزل ويطرق...هكذا حتى تكتمل إثني عشرة طرقة مشيرة الى الساعة الثانية عشرة